أخطاء النصر الإدارية والفنية- موسم كارثي وتخبطات مستمرة

المؤلف: سلطان الزايدي10.17.2025
أخطاء النصر الإدارية والفنية- موسم كارثي وتخبطات مستمرة

يمر النصر في هذا الموسم بمنعطفات حرجة وتحديات جمة، حيث تعصف به أخطاء فنية وإدارية لم يشهد لها مثيل من قبل، إنها سلسلة متصلة من التجاوزات بدأت منذ اللحظات الأولى للاستعداد لهذا الموسم، ولا يمكن أن تثمر هذه البداية المتعثرة إلا عن موسم حافل بالإخفاقات، وهذا هو الواقع المرير الذي نعيشه حاليا.

إن متخذي القرارات الفنية والإدارية في نادي النصر يفتقرون لأبسط مبادئ الفهم في هذا المجال الحيوي، والشواهد على هذا القصور واضحة وجلية للعيان، بدأت بالإبقاء على المدرب البرازيلي «مانو» الذي سرعان ما أقيل بعد انطلاق الموسم، ثم توالت الأخطاء الفادحة التي تحول دون قدرة النصر على المنافسة على أي بطولة، فطريقة اختيار اللاعبين الأجانب تتسم بالعشوائية والارتجالية، رغم أنهم يشكلون الدعامة الأساسية لتقوية الفريق، وعندما يفشل النادي في التعامل مع هذا الملف بحرفية وبفكر فني متعمق فلا يمكن توقع تحقيق النجاح في هذا الموسم.

على صعيد اللاعبين المحليين، يمكن القول إن مستوى النصر جيد إلى حد ما، على الرغم من بعض النواقص الطفيفة، إلا أن مستوى اللاعبين الأجانب باهت وضعيف للغاية، وذلك نتيجة لعدم القدرة على تحديد الاحتياجات الضرورية للفريق، ومن المفترض في مثل هذه الحالات أن يكون اللاعب المحلي قادرا على تعويض غياب اللاعب الأجنبي، ولكن الواقع في النصر يشير إلى عكس ذلك تماما، حيث لم يخض الفريق مباراة واحدة بصفوف مكتملة من اللاعبين الأجانب، وهذا دليل قاطع على سوء الاختيارات، فالنصر بحاجة ماسة إلى حارس مرمى أجنبي على مستوى عال، وهذا الأمر كان واضحا بعد رحيل الحارس الأسترالي «برادلي جونز»، ولكن يبدو أن الإدارة أو المسؤولين عن الاختيارات يعتقدون أن القوة الهجومية وحدها كفيلة بصنع الفارق، وتناسوا أن التوازن في القوة هو مطلب أساسي في كرة القدم الحديثة، كما أن الاعتماد بشكل كامل على مدربين من أمريكا اللاتينية يعد خطأ جسيما، فهذا النمط من التدريب قد ولى زمنه، ولم يعد قادرا على مجاراة الفكر الحديث في عالم كرة القدم، فالنصر كان بأمس الحاجة إلى مدرب أوروبي يبدأ معه من بداية الإعداد للموسم، كما كان بحاجة إلى مدافع قوي يتمتع بمواصفات المدافع البرازيلي «مايكون» أو أفضل منه، ويحتاج أيضا إلى ظهير أيسر متمكن، سواء كان محليا أو أجنبيا، يقوم بالدور الدفاعي والهجومي على أكمل وجه، ومن غير المفهوم إصرار الإدارة على التعاقد مع مهاجم آخر بدلا من المغربي «عبدالرزاق حمد الله»، على الرغم من أن المهاجم الكاميروني «أبو بكار» يقوم بواجبه على أكمل وجه، ولديه بديل جاهز على مقاعد البدلاء، كما أن «تاليسكا» قادر على القيام بهذا الدور متى ما احتاج الفريق إليه، ولكن أن يتم استقدام مهاجم ووضعه على مقاعد البدلاء، أو إشراكه في مركز غير مركزه الأصلي، فهذا يعد تخبطا غير مبرر، ونحن نشاهد نتائجه السلبية على أرض الواقع!

لقد وقع النصر في هذا الموسم ضحية للعناد والتخبط، وخسر كل شيء بسبب سوء تقدير القائمين عليه، ونتيجة لذلك تفاقمت الكوارث الفنية داخل الملعب، والجميع يتفق على أن النصر يمتلك مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يملكون القدرة على المنافسة، ولكن بشرط تدعيمهم بإضافات فنية تسد الثغرات الموجودة في الفريق، ولكن هذا لم يحدث للأسف، وكان من الأجدر بإدارة «مسلي آل معمر» أن تتقدم باستقالتها بعد الهزيمة المذلة أمام الهلال في المباراة الأخيرة، والتي انتهت بنتيجة ثقيلة لا تليق بتاريخ النصر وجمهوره العريق، فهذا هو القرار الأمثل، لأن النصر ملك لجمهوره الوفي الذي يعاني ويتألم عند خسارة الفريق وتراكم إخفاقاته!

ودمتم في حفظ الله ورعايته،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة